الراي نيوز - حديث مليء بالشجون، ورِحلة ناجحة ما بين الإعلام ومسيرة شَقّتها بأحرف من ذهبٍ في مجال التمثيل. أسهبت النجمة المصرية نجلاء بدر بالحديث خلال استضافتها لـ«نواعم»، إذ قَصّت ما يَشغَل بَالها ما بَين الحَنين للماضي لتعود فيه للتقديم التلفزيوني ببرنامج رمضاني، كما أخبرتنا عن خطوتها القادمة ما بعد صوت وصورة، ورفضها أن يتم حصرها في أدوار المرأة المثيرة رغم علمها أنها بالفعل كذلك، فماذا تفعل، حسب تعبيرها. فكان لنا معها هذا اللقاء.

*أَثَار دَورك في مسلسل «صوت وصورة» مُؤَخّراً رُدود فِعلٍ كثيرة، إذ نراه كمشاهدين مُخالِفَاً لقَناعاتك كامرأة، ودفاعك عن زوج متحرش.. لِمَ قَبِلتِ هذا الدور رغم عِلمك بأنّه سيثير الرأي العام ضدك؟
سعيدة بأنّ الدور نَال الحديث الطويل خلال توقيت عرضه مؤخراً، وسعيدة أكثر بردود الفعل أيضاً ما بين مؤيد ومعارض؛ فالشخصية الناجحة هي التي تُثير حَديث المشاهدين. قبلت الدور لأنّي أبحث عن الأدوار المختلفة، وعندما أرسلت شركة الإنتاج لي السيناريو توقفت عند مشهد خيانة الطبيب (عصام الصياد) لها، وتساءلت عن سبب خيانته لها، رغم أنها امرأة جميلة، واستفسرت أكثر من المؤلف محمد سليمان عبد المالك عن أن السيدة تعرف بخيانته لها ولم تجد دليل معها.

«الإيجو» السبب
*وما دافع هذه المَرأة لكي تَفعَل ما فَعَلَته بالتَسَتّر على فِعل الطَبيب المُتَحَرّش؟
نظراً لأنّها سَيّدة لا يُمكن خِيانتها؛ نظراً لما تَتَمَتّع به من جَمال، والمكانة الاجتماعية المرموقة لها، وأم لشابين، بالإضافة الى أنّه كان يتمنى الارتباط بها في بداية حياته، وبالتالي لا تريد الاعتراف بأنه يخونها لأن «الإيجو» يمنعها. فالفصل لي في قبول الشخصية لأنّ الباطن غير الظاهر، وهذا بالنسبة لي مساحة التمثيل. فالمساحة الداخلية للشخصية عكس ما تظهره من جرح ينزف.

الكل مشتبه فيه
*المسلسل غُلِّفَ بالطابع البوليسي والبحث عن القاتل في جريمة القتل؟
أصبح الكل مشتبهاً فيه، حتى (نرمين) اشتبه فيها لأن لديها دافعاً للقتل، وكذلك ابنيها، وشملت دائرة الشك أيضاً «ماجدة المحامية»، وكذلك ابن خالتها إيهاب، عبد الغني وسعاد ورضوى. كل هذا جعل المسلسل مشوقاً في أحداثه، لدرجة أوصلت المسلسل لأن يصبح «تريند غوغل» والبحث عن قاتل عصام الصياد.

أعلم أنّي امرأة مُثيرة كهند رستم
*جسدت دور أم لشابين وتركت أدوار الجمال والحبيبة، نرى أنّ هناك تغيراً في بوصلتك واختيارات أدوارك، هل يُعَدّ ذلك جرأة منك؟
لم يكن الدور الوحيد، بل جَسّدت دور الأم في أكثر من مسلسل بما فيها مسلسل جميلة عوض، ومسلسل «إلا أنا» الذي ظهرت فيه كأم لثلاثة أبناء في سن المراهقة، ومسلسل صُوِّر في بيروت مع قصي خولي، وقد ظهرت جميلة عوض ابنتي.
لا أُجَسّد دوراً إلا إذا كنت مقتنعة به، وحاولت التجرد والابتعاد بشكل كبير عن أدوار المرأة الجميلة المغرية أو الزوجة الخائنة، التي تم حصري فيها والتي تَقَلّبت فيها كثيراً بحكم أن المخرجين لا يعرضوا عليّ إلا هذه الأدوار، أو المنتجين، ولكني كممثلة «مَلَلتُ منه» ولم يعد لدي الأدوات الإضافية التي أقدمها، ولا يوجد تخصص في التمثيل أجسد فيه كل الشخصيات، ورفضت هذا الوضع. وعندما خرجت منه ظَلَلَت مُصَنّفة المُمَثِّلة «المُغرِية»، إذ أراه تصنيفاً شكلياً، وليس تصنيفاً فنياً. والعجيب في الأمر أنّي جَسّدت أدوراً عادية، ولكني أيضاً صُنّفت «مغرية» كتصنيف «شكلي» مثل هند رستم التي صُنفت أيضاً أنها «سيدة مُثيرة للغرائز»، حتى لو جَسّدت دور سيدة فقيرة سيراها المنتجون أنّها امرأة «مثيرة»؛ لأن مُواصفاتها الشّكلية مثيرة. بصراحة (أنا حتى لو جَسّدت دور «أم» لشابين كبيرين»)، وجدت تعليقات تقول أنت «أم مُزّة» (مثيرة) و«زي القمر»، فماذا أفعل؟!.. «ربنا خلقني هكذا»، فماذا أفعل؟.. ولكني كممثلة أريد أن أجسد أدواراً مختلفة ولدي من الإمكانات الكثيرة.

لم أرزق بأولاد
*رغم كونك لم ترزقي بأولاد استحوذت على أدوار الأم، كيف وصلت لهذه المشاعر المفتقدة؟
الحمد لله على كل شيء، ولكن هذا يدل على الموهبة التي أمتلكها. من عادة الجمهور أن يَخلِطَ بين حَياتِك وحياة الشخصية. ولكنّي أَختَار الدّور الذي يَبتعُد عن حياتي الشخصية تماماً، ولم أمارسها في حياتي، فهذا هو التّحدي الأكبر، وعمري ما شَعُرتُ بشعور الأمومة ولم أعشه، فبالتالي أحببت أن أجسده في الدراما. وعمري ما فكرت أنّ زوجي يكون خائناً أو متحرشاً أو قتيلاً، وبالتالي رغبت بأن أعيش هذه الأحاسيس في الدراما، كما اخترت أن أعيش عالماً آخر لم أعشه في الحياة.

أحب التمثيل مع هؤلاء
*مَنْ مِنَ الممثلين تَوَدِّين التّمثيل معه؟
الكثير منهم، مثل كريم عبد العزيز، أحمد عز، أحمد حلمي، محمود حميدة، وهناك أيضاً من الشباب رَسّخوا أنفسهم وذات موهبة. فأحب التمثيل مع من هو موهوب؛ لأنّه سيتفاعل مَعِي بمشاهده، مثل كرة القدم، سيمرر لي مشهداً قوياً أظهر فيه بقوة أكبر ونسجل به هدفاً جميلاً.

لن أكون النجم الأوحد
*هل البطولة المطلقة تَأَخّرت لديك؟
مسألة البطولة «صعبة» ، إذ عرضت عليّ أعمال كثيرة ولكنها لم تكن بالكفاءة التي كنت أتخيلها، بسبب ضعف الكتابة، أولأن الممثلين لم يكونوا على المستوى المطلوب من الموهبة، فبالتالي تعد مغامرة غير محسوبة، أو أن الشركة المنتجة لا تنفق جيداً على المسلسل. فلا يهمني دور البطولة بقدر أن أقدم دوراً قوياً ولو مشهداً واحداً فقط، ولكنه قوً ومؤثر. أنا أعرف نفسي: (لن أكون النجم الأوحد) بل أحب البطولة الجماعية.

*خطوتك الدرامية المقبلة؟
هناك أعمال من 45 حلقة معروضة عليّ، ولكني اعتذرت عنها، إذ إنّ «صوت وصورة» أعطى ضغطاً كبيراً لي في قبول أعمال ذات قوة مقبلة.
*السينما، هل هناك أعمال تعرض لك قريباً؟
انتهيت من تصوير فيلمي «ليلة العيد» و«الملحد». وهناك فيلم معروض عليّ الآن وسأكون بطلته، ما زلت أقرأه.

أعود للإعلام ببرنامج رمضاني
*بدأت كإعلامية لسنوات عدة على أهم المحطات التليفزيونية العربية والمصرية والـmbc، هل اشتقت للعودة مجدداً أم أنّ التمثيل أخذ كل وقتك؟
هناك مشاريع إعلامية عرضت عليّ مؤخراً ولكني رفضتها. والآن معروض عَلَيّ مَشروع برنامج «فني» جديد أنتظر الوقوف على تفاصيله، إذ سيعرض في رمضان تحت اسم «إنتر تيمنت في رمضان»، (استضافات مع فنانين زملاء لي). وأنتظر تسويقه على القنوات العربية.
أشتاق للرجوع للإعلام كل مدة، ولكن عودتي لها حسابات أخرى تليق باسمي الإعلامي والدرامي، إذ إنّي أصبحت نجمة في مجال الفن، هل أعود كمذيعة؟.. أعتقد لا.

*كان هناك مشروع لتقديم موسماً ثانياً من «لؤلؤ» مع مي عمر، إلى أين وصل؟
توقف المشروع، وقد كانت هناك مطالبات جماهيرية به، ولكن الشركة المنتجة لم تتواصل معنا.